الاكتئاب
2 ... من منظور الزاوية الفلكية.!
في الرسالة السابقة التي كتبت فيها عن هذه الظاهرة
المرضية من زاوية الطب الطبيعي رأينا أن هذه الأعراض تظهر لدى الإنسان إذا خرج عن
الميزان، واعتنى بكفة واحدة منه على حساب الأخرى فعندئذ يفقد التوازن في نفسه وقد
يضل عن الطريق..
في هذه الرسالة أريد أن أعرض هذه الظاهرة من خلال منظار
علم الفلك ورؤية الإنسان المريض من خلال صورته الفلكية...
رؤية المرض من خلال تحليل الصورة الفلكية للمريض قد توفر
على المريض الكثير من البحث المترافق مع الكثير من المتاعب الجسدية والكلفة
المادية، ففي الصورة الفلكية يرى الطبيب الفلكي لحظة توافق الزمن مع دخول المريض
في حالته المرضية ويرى مدة إقامة المرض عنده ومتى يؤذن للمريض بالشفاء، وفي هذه
الحالة قد يكفي الحديث مع المريض وشرح حالته له ومحاولة فهم الرسالة التي أراد
الله في هذه الحالة المرضية أن يوصلها للمريض لكي يفهم عن الله ما لا يمكن له فهمه
دون الدخول في تلك الحالة المرضية... هنا قد يصبح المرض سبباً لسعادة المريض أو
لسعادة الكثيرين من المرضى في العالم بأسره.
السبب القدري لحالة الاكتئاب..!!!
في لحظة ولادة مولود ما يرى العالم الفلكي حياة هذا
المولود كاملة، إمكانياته الصحية والعملية والفكرية والعاطفية ..إلخ. في هذه
الصورة الأم يوجد لدى بعض المواليد (إمكانية الاكتئاب) أي أن هناك قابلية لدى هذا
المولود أن يدخل في حياته لفترة من الزمن في حالة اكتئاب..!!!؟ لماذا..؟ هنا علينا
أن نعلم أننا عبيد لله عز وجل، وإذا أردنا الامتثال بالعبودية له علينا ألا نسأل
لماذا حتى يأتينا الجواب من عنده من غير سؤال،
ولا بد أن يأتي الجواب وفي الوقت المناسب..وقد قرأنا ماقاله العبد الصالح
لموسى عليه السلام: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرى.. وفي هذه الآية حكمة بالغة لن نفهمها حتى نقرأها
بقلوبنا..!
إذا توافقت في يوم من الأيام روح الزمن مع إمكانية
الاكتئاب الموجودة لدى المولود فعندها فقط يدخل هذا الإنسان في حالة الاكتئاب أو
في حالة انقطاع عن أسباب سعادته المادية أو الصحية...
الطبيب الفلكي يرى ذلك ويستطيع أن يطمئن المريض، كما أتت
هذا الحالة لهذا الإنسان في وقت معين توافقت فيه صورة النجوم مع إمكانياته المرضية،
فلا بد لهذه الحالة أن تختفي أيضاً إذا لم يعد هناك توافقاً بين صورة النجوم
وإمكانيات المرض، كما يستطيع أن يعرفه بالسر الذي جاء به هذا المرض إليه ..!
مثال من الواقع..
شاب في الثلاثين من العمر كنت أترقب له أن يدخل في نهاية
العام الماضي في وعكة صحية عصبية، وبالفعل خرج
هذا الشاب بعد صدمة عاطفية عن توازنه العصبي وأحيل إلى مشفى الأمراض العصبية. في هذه الأثناء تحدثت
معه وأخبرته أن حالته هذه ليست مرضاً نتيجة الصدمة العاطفية وإنما نتيجة توافق الزمن
مع شفافيته العصبية التي لم يكن بإمكانها تحمل هذه الضغوط فخرج من طبيعته
المتوازنة عن المألوف وكان الانهيار العصبي الذي كان سببه الظاهر هو الأزمة العاطفية ولكنها لم تكن هي السبب الفعلي..
لم يتفهم معارفه وأهله الموضوع كما شرحته لهم وظنوا أن هذه
الشاب قد أصيب بجنون قد لا يخرج منه طوال حياته..
وفكر البعض أن هذه الحالة قد تكون نوعاً من المس
الشيطاني وأرادوا أن يدخلوا في طريقة علاج لدى بعض العاملين مع عالم الأرواح كانت
قد تؤدي إلى دفع مبالغ طائلة لكي يخرجوا هذا الشاب كما زعموا من تأثير هؤلاء الجن
ولم يكن هناك بالفعل أثر لجن أو شياطين.!
لحسن الحظ كان هذا الشاب متفهماً لما أخبرته به وشرحت له
الحكمة من هذه الحالة وأخبرته أن حالته ستتحسن في نهاية شهر آذار 2012 إنشاء الله
، وهذا الذي حصل بالفعل فقد خرج من المشفى في نهاية آذار وعاد إلى حياته العملية
ثانية مع زيادة رقي في التفكير والتحليل.
مثل هذه الحالات المرضية تحتاج إلى علاج وتشخيص من خارج
نطاق الطب الجامعي وليس في ذلك أي ضرر
للمريض مادياً أو صحياً..
وهنا أن أوجه سؤالاً لعلماء الشريعة الذين يدعون أن
العمل بالفلك والنجوم قد حرمه الله وليس لهم دليل على ذلك...وهل يحرم الله علماً يستطيع
الطبيب بواسطته أن يوصل المريض إلى شاطئ الأمان بسلامة..؟ وهل حرم الله علماً يصل
الإنسان عن طريقه إلى الإيمان اليقين المطلق بخالق الأكون .؟
علينا أن نقرأ القرآن بقلوبنا فهو الرسول الوحيد الذي تعهد
الله عز وجل بحفظه، ولن يضل من اتبعه أبداً بإذن الله.. والله يقول الحق وهو يهدي
السبيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق