رفع قوة المناعة في زمن المحن والشدائد!
من منظور الطب الطبيعي
الكل يشكو في هذه الأيام من حالات مرضية نفسية وجسدية وقد لا يوجد طبيب يستطيع
إخراج هؤلاء المرضى مما هم فيه! وإذا سألناهم عن السبب فيجيب الكل: ومن لا يمرض في
هذه الأيام عند سماع الأخبار..؟
نحن، في مجال الطب الطبيعي نعالج الأسباب ولا نعالج الأعراض..
لهذا علينا أن نرجع إلى السبب الأول الذي سمح لهذه الحالة المرضية
الاجتماعية أساساً بالظهور. يقول الله تعالى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن
تقويم.. أي أننا من البداية خلقنا متكاملين لا ينقصنا شيء جسدياً كان أو
روحياً أو نفسياً. ثم رددناه أسفل
سافلين.. أهكذا يردنا ربنا إلى أسفل السافلين بلا ذنب ؟
إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات..وهذا هو السر في مرضنا اليوم..! الإيمان والعمل الصالح الذي
نفتقده اليوم لدى الكثيرين في مجتمعنا.. من الإيمان أن نعلم أنه ما من حدث يحدث في
الكون إلا بإذن رب العالمين وبإرادته، والعبد المؤمن يريد كل ما يريده الله بلا
اعتراض..
ونحن اليوم نعترض على كل ما يحصل في هذا الكون فنكون بذلك قد خالفنا برأينا
إرادة الله فحق علينا دفع الثمن..! والعمل الصالح.. إذا أعنا جارنا أو أخانا في
الله على عمل الخير، ومن عمل الخير أن نحسن الظن بالله وبمن خلق الله، وألا نشتم
كل من يقوم بعمل يخالف رأينا أو نتكلم عنه في غيابه بما لا يحب، بل علينا أن ندعو
لمن نراه في رأينا شاذاً عن الطريق بالصلاح والهدي، فإذا استجاب لنا ربنا كفانا
شره وأعطانا ثوابه ونفع الأمة بنا وبه...
هذا ليس من النظرة الدينية وإنما من النظرة العلمية التي تثبت بدورها أن
الدين علم ثابت وليس اعتقاداً بلا يقين..
د. جون دايموند Dr.John Diamond اكتشف أن الفكرة التي تدور في نفس الإنسان تؤثر عليه
جسدياً ونفسياً بشكل إيجابي أو سلبي وذلك على حسب نوعية الفكرة.. فإذا كانت الفكرة
سلبية، أي إذا فكرنا بإنسان ما أنه إنسان شرير ودعونا له بالشر فهذه الفكرة تؤثر
علينا فوراً بضعف ظاهر في قوتنا العضلية، وكلما ازداد تفكيرنا السلبي ورفضنا
للآخرين، كلما ازددنا ضعفاً ووهناً حتى ندخل في حالة مرضية لا يستطيع أحد أن
يخرجنا منها لعدم معرفته بسبب حصولها. وبالتالي فإن كل فكرة إيجابية تشع ذبذبات
متناسقة إيجابية تزيد من قوتنا الجسدية والنفسية وتدعم صحتنا بشكل واضح. إذا كثرت
الذبذبات السلبية من مواقفنا السلبية فإنها تعم المجتمع بأكمله فتهيمن عليه صفة
الفوضى وعدم الرضى ثم المرض.. أما إذا كانت أفكارنا وأقوالنا كلها في مجال الخير
والحب لأنفسنا وللآخرين فسوف تعم المجتمع ذبذبات متناسقة إيجابية تزيد هذا المجتمع
فرحاً وسلاماً.
كل واحد منا يستطيع أن يرى برهان ما أقول بنفسه من خلال تجربة صغيرة يقوم
بها مع من يريد..
التجربة:
نقف تجاه الشخص الذي نريد أن نفحص أفكاره ونطلب منه أن يمد ذراعه الأقوى
بشكل أفقي مع فتح كف يده إلى الأسفل. نضع يدنا اليمنى على كتفه الأيسر ونضغط بيدنا
اليسرى على معصم يده اليمنى نحو الأسفل بضغط بسيط نريد أن نتعرف من خلاله على
الطاقة التي نحتاجها لكي تنزل ذراعه اليمنى نحو الأسفل.
وهنا سوف نرى ما يذهل العقول.. عندما يفكر هذا الشخص تجاهنا بأحد لا يحبه
أو بشيء يكرهه، نرى ذراعه اليسرى تنزل إلى
الأسفل بلا جهد أو بجهد بسيط منا، أما إذا فكر بشخص يحبه أو بشيء جيد فلن نستطيع
عندها إنزال ذراعه إلا بجهد كبير..!!
هذه تجربة بسيطة يستطيع كل واحد منا القيام بها ليثبت لنفسه ما هو سبب مرض
المجتمع بالدرجة الأولى.. فلنحسن الظن بالآخرين ولندعو لمن نراهم ظالمين بالصلاح
والهداية فعندها ستنتشر ذبذبات السلام والحب في أجواء بلادنا ونعود إلى ما كنا
عليه من أمن وسلام أكثر مما كنا عليه.أعانني الله وإياكم على أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق