أسباب مرض الربو
وعلاجه
الربو
في الحقيقة هو مرض ليس بالصعب شفاؤه، إذا عرفنا مصدره والسر الذي يكمن خلفه. الربو
هو نوع من أنواع التحسس، والتحسس إما يكون ظهوره عن طريق الجلد وإما عن طريق
الجهاز التنفسي. من خلال التجارب والحالات الكثيرة التي عالجتها تبين لي أن التحسس
بشكل عام، سواء كان جلدياً أو تنفسياً مصدره الأساسي هو رفض جسم الإنسان لشيء ما،
ربما يكون هذا الشيء المرفوض مفيداً للآخرين ولكنه بالنسبة لهذا الإنسان المريض
مرفوض. غالباً مايكون هناك مشكلة أساسية في الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام وهذا
هو المصدر الغالب لمعظم حالات التحسس الغذائي، فإذا ما عولج الجهاز الهضمي بشكل
جيد تقبل الإنسان كل أنواع الأطعمة على حد سواء ولم يبق هناك أثراً للحساسية.
الغذاء
كما هو معروف يتكون من نوعين:
1- الغذاء
المادي الجسدي والذي يتألف من الأطعمة المختلفة مثل الخضار والفواكه ومشتقات
الحليب والحبوب واللحوم. هناك أجسام تحتاج
إلى فئة معينة من هذه الأطعمة دون غيرها، فالبعض يميل إلى النبات والبعض الآخر إلى
اللحوم ومنهم من يطلب جسده كل هذه الفئآت السابقة. هناك كتاب أمريكي للطبيب بيتر
دادامو يتحدث فيه عن أنواع الأطعمة التي تتوافق مع فئآت الدم المختلفة، وهو كتاب
جيد ربما يستفيد منه القارئ.
2- هناك
الغذاء الروحي والذي يتأثر منه غالباً الجهاز التنفسي ونحصل عندها على حالات الربو
وحالات الأمراض النفسية مثل الاكتئآب وغير ذلك. وهنا أيضاً مصدر المرض هو بالدرجة
الأولى الرفض لشيء ما، أي ربما يكون في الحياة بعض الأشخاص أو بعض الأفكار
والتصرفات من الآخرين والتي لاتتوافق مع نظرتنا للحياة فترفضها طبيعتنا، والرفض هو
طاقة سلبية تُقابل بطاقة سلبية مثلها، فإذا كان الإنسان ذو طبيعة شفافة وحساسة
تغلبت الطاقة السلبية الخارجية على طاقة رفضنا للشيء فيحصل عندها لدينا المرض بشكل
يؤثر على حالتنا النفسية والتنفسية. وكلنا نشعر بذلك أحياناً، إذا كنا في مجموعة
من الناس التي لاتوافق مزاجنا نشعر وكأنهم يمنعون عنا الهواء الذي نحتاجه للتنفس
فنحاول الخروج من ذلك المكان الذي يحتوي هؤلاء الناس.
في
الحقيقة هناك ارتباط متين بين هاتين الحالتين من الغذاء، فالغذاء الجسدي يؤثر على
الروح، كما يؤثر الغذاء الروحي على الجسد. عندما نتناول الطعام في جو حزين فإن
المعدة والأمعاء لاتعمل بالشكل الطبيعي ويبقى الطعام في معدتنا مدة أطول من العادة
فيفسد ويتخمر فتحصل الغازات التي تضغط بدورها على مزاجنا ونفسيتنا، في لبنان كثيراً
ما يسمع الإنسان عبارة “مهضوم“
أو أنه “ضاغط
على المعدة“ إذا أعجبهم شخص ما أو كان مرفوضاً لديهم، ونعلم أيضاً أن الشهية تفتح
في النزهات والأماكن الجميلة وفي حضرة الأحباب.
الإنسان
هو في الحقيقة ليس إلا خلية من خلايا الكون فهو يؤثر بدوره على الكون إيجابياً أو
سلبياً، كما أنه يتأثر من الكون إيجابياً أو سلبياً.
العلاج:
علاج
الربو هو علاج بسيط وفعال لمن يسمع من الطبيب ويتبع نصائحه ولو كانت هذه النصائح وهذه الوصفات بالوهلة
الأولى بعيدة عن مفهومنا الشخصي.
1- على
المريض بالدرجة الأولى الاعتناء بالجهاز الهضمي حتى يعمل بشكل مثالي وقد
يتطلب ذلك تغير منهاج ونوعية الطعام والشراب. (يمكن الاستعانة بكتاب الدكتور دادامو-اربع فئآت دم واربع نظم
تغذية-)
2- علينا
تصحيح الغذاء الروحي حتى نصل إلى درجة نتقبل فيها كل المخلوقات وكل الأوضاع
الاجتماعية والإنسانية. وهذا بالطبع ليس بالسهل على من يرى أن الأحداث في العالم من صنع الأشخاص، فيصنف العالم
إلى خير وشر على حسب نظرتنا الأخلاقية
والثقافية للعالم.
3- الحقيقة
هي أنه ليس باستطاعة أحد أن يغير في الكون شيئاً ولكن باستطاعتنا أن نغير الزاوية التي ننظر منها إلى الكون،
فتتغير الصورة التي نراها والتي ربما نقبلها
من هذه الزاوية الجديدة. هذا يعني هو أن نصحح المكان الذي ننظر منه إلى الحياة...!
من خلال معرفتي بعلوم
الفلك ورؤية ماخصص له كل مخلوق من الولادة وأن الطريق الذي كتب على المخلوق لابد
له من السير عليه، وأن الإنسان العبقري لم يصل إلى العبقرية بمجهوده الشخصي وإنما
أوجده الله بهذه العبقرية ورسم له الطريق لظهورها في الوقت المناسب، وأن ذلك
الإنسان الشقي لم يصل إلى الشقاء إلا بما قدره الله له. من خلال هذا العلم رأيت
أنه ليس هناك فضل لإنسان على آخر إلا بمعرفة هذا الإنسان بالذي وضع فيه هذه
الإمكانيات. فالعالم يطأطئ رأسه متواضعاً أمام عظمة الخالق الذي وضع فيه هذا
العلم، والشقي يرضى بشقائه لمعرفته ويقينه بحكمة الحكيم وأن ماهو عليه من شقاء هو
خير له من أية حالة أخرى، هنا نرى الرضى قد عمَّ الكل ويكون هذا الإنسان قد وصل
إلى درجة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وهذه هي غاية السعادة في هذه الدنيا مهما
كانت حالتنا. علينا إذاَ البحث عن سبب الحالة التي نحن بها والبحث عن الرسالة التي
علينا قراءتها وفهمها...!
هناك أيضاً ‘الحب”
الذي يصنع المعجزات، فإذا كنا ممن يحبون في هذه الحياة فإن الأمور تسير في حياتنا
كلها بسهولة مهما كانت صعبة وقلما نشكي من شيء في حياتنا، فالحب الذي نشعر به يطغى
على كل ماسواه ويجعله لنا محبوباً، فإذا فقد الحب أصبحت الدنيا وما فيها سوداء في
أعيننا وشعرنا وكأننا في سجن حتى نغادر الحياة.
ولكن من هو جدير
بالحب في هذه الحياة ؟
لقد اتضح لي من خلال
السنوات الطويلة التي عشتها أن هناك واحد فقط جدير بالحب المطلق وهو الله
تعالى..ولكن حب العبد لسيده ويقينه بأن السيد هو العادل وهو الرحيم وهو اللطيف
بعباده، كل الصفات التي طلبتها من الحبيب المثالي رأيتها متجسدة في الله عز وجل
فأحببته فكانت النتيجة أن غطى بحبه علي كل مكروه فلم أعد أر في الكون سوى فعل الله
والله يقول
(الذي أحسن كل شيء
خلقه) أي أنه ليس في الكون إلا الحسن وإن لم نر نحن ذلك فلتقصير في علمنا
ومعرفتنا، فلنصحح مسارنا...
وإذا أحب الإنسان
أحداً حاول بكل وسعه عمل مايرضي الحبيب وتفانى في ذلك حتى يصل إلى درجة القرب من
هذا الحبيب فيكون معه حيث كان وهذه هي السعادة الكبرى وعندها لايشعر الإنسان بمرض
ولابكارثة في حياته أبداً فكل شيء في سبيل المحبوب يهون...!
هذا ماأراه من
العلاجات التي تؤدي حتماً إلى الشفاء، فانظر أخي إن كان هناك أحوالاً أو اشخاصاً في مجتمعك
ترفضهم أو ترفض تصرفهم باعتقادك أنه صادر منهم، فصحح موقفك تجاههم فإذا ما وصلت
إلى تقبلهم فإنهم سينقلبون رأساً على عقب ويصبحوا من الأشخاص الذين ستجد الراحة في
حضورهم، وعندها لن يبقى أحد في محيطك من يأخذ من حولك الهواء أو يعرقل وظيفة جهازك
الهضمي .
أرجو أن أكون بذلك قد
دللت على الطريق الذي على المريض أن يسير عليه بنفسه وسيصل إنشاء الله إلى الشفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق